حث مبابي على الارتقاء إلى مستوى المناسبة لمنع باريس سان جيرمان من إحراج دوري أبطال أوروبا

إنه ذلك الوقت من العام مرة أخرى بالنسبة لباريس سان جيرمان، لحظة الحقيقة في دوري أبطال أوروبا. لكن هذه المرة وصل الضغط في وقت أبكر من المعتاد. عادة، يواجه أبطال فرنسا توترًا متزايدًا فيما يتعلق بتطلعاتهم الأوروبية في فبراير أو مارس، مما يؤدي غالبًا إلى شكل من أشكال الانهيار.

لكن هذا الموسم، هدأ التوتر قبل نهاية العام. مع اقتراب الجولة الأخيرة من دور المجموعات، لم يتمكن باريس سان جيرمان بعد من تأمين التأهل لأدوار خروج المغلوب. ومع ذلك، فإن هدفهم واضح ومباشر نسبيًا: هزيمة بوروسيا دورتموند، الذي تأهل بالفعل، في مباراة خارج أرضه، وسوف يتأهلون كفائزين في "مجموعة الموت" الهائلة. اعتمادًا على النتائج الأخرى، قد يكون التعادل كافيًا أيضًا، وحتى الخسارة قد لا تقضي عليها بالضرورة، على الرغم من أن هذه النتيجة تبدو غير مرجحة.

ومع ذلك، فإن الفريق الذي يضم مثل هذه المواهب الباهظة الثمن، تحت قيادة المدرب لويس إنريكي، لا ينبغي أن يجد نفسه في هذا المأزق. وعلى الرغم من ثروة المهارات المتوفرة لديهم، إلا أن كل الأنظار ستتجه نحو فرد واحد يرتقي إلى مستوى الحدث ويضمن عدم اختتام الأسبوع مع احتفال أوروبا مرة أخرى بمحنة أعظم المتفوقين في هذه القارة.

وسط دوامة الشائعات والعروض المقبولة والمرفوضة، بقي كيليان مبابي في النهاية مع باريس سان جيرمان خلال صيف عام 2023. وبما أنه لا يزال متعاقدًا مع باريس سان جيرمان، فإن تركيزه الأساسي هو تأمين مجد دوري أبطال أوروبا لنادي مسقط رأسه المحبوب. ومع ذلك، يوم الأربعاء، ستكون مسؤوليته هي قيادة فريقه إلى الحد الأدنى من متطلبات الخروج من دور المجموعات.

في انتظار لحظته المميزة

عند دراسة رحلة كيليان مبابي في دوري أبطال أوروبا، تكشف الإحصائيات عن صورة مختلطة. بعمر 24 عامًا فقط، أثبت نفسه بالفعل كواحد من أنجح اللاعبين في المسابقة. برصيد 43 هدفًا باسمه، تفوق على شخصيات مشهورة مثل واين روني وآرين روبن وسيرجيو أجويرو، بينما كان ينافس زميله السابق نيمار. إذا حافظ على مساره الحالي، فمن المحتمل أن يتحدى الرقم القياسي لكريستيانو رونالدو على الإطلاق والذي يبلغ 140 هدفًا في البطولة.

ومع ذلك، فإن دوري أبطال أوروبا لا يقتصر فقط على الأهداف؛ يتعلق الأمر باللحظات التي تحدد المنافسة. إنه يستحضر ذكريات الأداء البطولي لستيفن جيرارد في إسطنبول، أو تألق زين الدين زيدان في غلاسكو، أو الثنائي الشهير تيدي شيرينغهام وأولي جونار سولسكاير في برشلونة. لسوء الحظ، لم يقدم مبابي بعد عرضه المميز في دوري أبطال أوروبا منذ أن أصبح نجمًا عالميًا.

من المؤكد أن هدفه الافتتاحي ضد مانشستر سيتي أثناء قيادته لخط موناكو في عام 2017 يبرز باعتباره أداءً متميزًا ساهم في إقصاء فريق بيب جوارديولا من البطولة. وكانت ثلاثيته ضد برشلونة في دور الـ16 عام 2020 مثيرة للإعجاب أيضًا. ومع ذلك، منذ ذلك الحين، فشل المهاجم الفرنسي في تقديم عروض رائعة في المباريات الأكثر أهمية.

بدلاً من ذلك، طغى على جزء كبير من مسيرته الأوروبية تورطه في هزائم ملحوظة، حيث أثبت افتقاره الملحوظ إلى الجهد الدفاعي في المباريات الحاسمة أنه ضار في العديد من المخارج البارزة.

التعهد الباريسي

بعد هزيمة باريس سان جيرمان أمام بايرن ميونيخ في ربع نهائي الموسم الماضي، أعرب كيليان مبابي عن اعتقاده بأن بايرن لديه فريق تم بناؤه للفوز بدوري أبطال أوروبا، مما سلط الضوء على التفاوت بين الناديين. وأثار هذا التصريح التكهنات حول احتمال رحيل مبابي، خاصة مع مغازلته لريال مدريد.

ومع ذلك، على الرغم من رفض الانتقال إلى الدوري السعودي للمحترفين وفشل ريال مدريد في تأمين صفقة، تم إعادة دمج مبابي في فريق باريس سان جيرمان. جاءت عودته مع فهم غير معلن بأن هدفه الأساسي هو تحقيق المجد الأوروبي للنادي. لقد كان هذا حلمًا طويل الأمد بالنسبة لمبابي، الذي يتوق للفوز بدوري أبطال أوروبا لفريق مسقط رأسه.

وقد دعم كل من المالك ناصر الخليفي والمدير الفني لويس إنريكي تطلعات مبابي بطريقتهما الخاصة. وبينما اعترف بأن باريس سان جيرمان قد يكون "مهووسًا" بالفوز بالبطولة، أكد إنريكي الهدف النهائي للنادي وهو رفع الكأس. الخليفي، الذي اشترى النادي منذ أكثر من 12 عامًا، كان صريحًا بشأن رغبته في الفوز باللقب الرئيسي الوحيد المتبقي الذي استعصى عليه – دوري أبطال أوروبا.

"مجموعة الموت"

عادت الشائعات حول رحيل كيليان مبابي المحتمل هذا الصيف إلى الظهور من جديد، مما يزيد من ضغوط سعيه لتحقيق النجاح الأوروبي لباريس سان جيرمان. لسوء الحظ، كانت رحلتهم بعيدة عن السلاسة بعد أن تم سحبهم إلى "مجموعة الموت" الهائلة في المنافسة.

بدأ باريس سان جيرمان مشواره بفوز مريح 2-0 على دورتموند في بارك دي برينس. ومع ذلك، أخذت حظوظهم منعطفًا عندما زاروا سانت جيمس بارك. وارتكب المدرب لويس إنريكي خطأ تكتيكيا نادرا عندما اختار خطة 4-2-4 أمام خط وسط نيوكاسل القوي. ونتيجة لذلك، عانى باريس سان جيرمان من هزيمة مدوية بنتيجة 4-1، حيث لم يتمكن من التعامل مع اللياقة البدنية لخصومه والدعم العاطفي الذي بلغ 52000 مشجع. ورغم أن المدير الفني قال بشكل غريب إن فريقه يستحق نتيجة أفضل، إلا أن الخسارة كانت مستحقة.

وقد ثبت أن الاتساق بعيد المنال منذ ذلك الحين. لقد هزموا ميلان بشكل مقنع على أرضهم، لكنهم أهدروا تقدمهم 1-0 في سان سيرو، وخسروا 2-1. وفي آخر مباراة لهم، كانوا محظوظين بالتعادل 1-1 أمام نيوكاسل المبتلى بالإصابات في باريس. قدم فريق إدي هاو أداءً رائعًا مع فريق منهك، لكن قرار لمسة يد مثير للجدل منح باريس سان جيرمان ركلة جزاء في الدقيقة 98، نجح مبابي في تحويلها بنجاح.

مع تعليق التأهل في الميزان، من المرجح أن يحتاج باريس سان جيرمان إلى الحصول على ثلاث نقاط ضد دورتموند من أجل التقدم. ورغم أن الفريق الألماني تأهل بالفعل إلى دور الـ16، إلا أنه سيظل يهدف إلى تصدر المجموعة لتجنب مواجهة صعبة. إذا فشل باريس سان جيرمان في الفوز، تصبح التباديل أكثر تعقيدًا.

سيتطلب فوز نيوكاسل على ميلان حصول باريس سان جيرمان على ثلاث نقاط. إذا انتصر ميلان في تلك المباراة، فإن التعادل سيكون كافياً للباريسيين. ومع ذلك، بالنسبة لفريق لديه طموحات تتجاوز دور المجموعات، فإن أي شيء أقل من الفوز، حتى لو كان لا يزال يتأهل، سيُنظر إليه على أنه خيبة أمل.

شكل مختلط لمبابي

تقع مسؤولية نجاح باريس سان جيرمان الأوروبي إلى حد كبير على عاتق كيليان مبابي، الذي تعهد مرارًا وتكرارًا بقيادة فريقه إلى المجد. على الرغم من أنه كان في حالة رائعة هذا الموسم، حيث سجل 18 هدفًا في 19 مباراة في جميع المسابقات وتحسين أعداد التمريرات الحاسمة، إلا أن أدائه في دوري أبطال أوروبا كان أقل إقناعًا.

وسجل مبابي ثلاثة أهداف في خمس مباريات أوروبية، اثنان منها جاءا من ركلات جزاء. ومع ذلك، في المباريات الحاسمة ضد نيوكاسل وميلان، كافح من أجل إحداث تأثير. لقد فشل في تسجيل تسديدة على المرمى في سانت جيمس بارك وبدا مجهولاً إلى حد كبير في سان سيرو، ويبدو أنه منفصل عن اللعبة.

ويبدو أن المعارضين وجدوا طرقًا لتحييد تهديد مبابي. بدون وجود نيمار وميسي، أصبح باريس سان جيرمان أسهل بالنسبة لنخبة الفرق الأوروبية للدفاع ضدهم. في السابق، كان مبابي يستمتع غالبًا بالمباريات الفردية بسبب الاهتمام الدفاعي الذي يحظى به زملائه في الفريق. ومع ذلك، فهو الآن محاط بالمدافعين بشكل متكرر، مما يجعل من الصعب عليه العثور على مساحة ويجبره على التغلب على العديد من المعارضين في وقت واحد. علاوة على ذلك، فقد تعرض في كثير من الأحيان لمعاملة قاسية من المدافعين المنافسين.

بينما لا يزال مبابي يتلقى قدرًا كبيرًا من الكرة، إلا أنه نادرًا ما يستلمها بخطوات كاملة مع وجود مساحة لاستغلالها. ومن الواضح أنه من الأسهل احتواء نجم واحد بدلاً من احتواء ثلاثة منهم.

كيف يمكن التغلب على دورتموند

المباراة القادمة ضد دورتموند ليست مهمة سهلة بالنسبة لباريس سان جيرمان، على الرغم من فوزهم المريح على الجانب الألماني في أول لقاء لهم. منذ ذلك الحين، ظل دورتموند خاليًا من الهزائم في المنافسات الأوروبية ويمتلك سجلًا هائلاً على أرضه في سيغنال إيدونا بارك. لم يخسروا أي مباراة في دوري أبطال أوروبا على أرضهم منذ عامين ولديهم تاريخ في تحقيق الانتصارات الشهيرة على أرضهم.

على الرغم من معاناة دورتموند في الدوري الألماني هذا الموسم، حيث يحتل حاليًا المركز الخامس بفارق 11 نقطة عن باير ليفركوزن المتصدر، إلا أنه غالبًا ما يتفوق في الليالي الأوروبية. إن أدائهم الرائع في دوري أبطال أوروبا هو الذي ساعد على إبقاء المدرب إدين ترزيتش في منصبه.

ومع ذلك، فإن دورتموند لديه نقاط ضعف. لم يكونوا غزير الإنتاج بشكل خاص هذا الموسم ويفتقرون إلى تهديد هجومي كبير. لم يجد تيرزيتش بعد أفضل تشكيلة له في الثلث الأخير، حيث يعتمد بشكل كبير على نيكلاس فولكروج. لقد تجاوز ماركو رويس، الذي كان لاعبًا رئيسيًا في يوم من الأيام، أفضل حالاته، ولم يرق كريم أديمييمي بعد إلى مستوى التوقعات العالية الموضوعة عليه.

دفاعيًا، دورتموند ليس من الطراز العالمي أيضًا، وافتقارهم إلى السرعة في قلب الدفاع قد يشكل مشكلة أمام خط الهجوم الرياضي لباريس سان جيرمان. إذا كان ثلاثي الهجوم في باريس سان جيرمان المكون من عثمان ديمبيلي ومبابي وراندال كولو مواني ينطلقون بكل قوتهم، فيجب أن يكون التأهل في متناول فريق لويس إنريكي.

ماذا يعني الفشل

وفي مقابلة مع CANAL+، أشار لويس إنريكي إلى المباراة المقبلة كمثال على "الضغط الجيد". ومع ذلك، فقد ناضل من أجل استخراج أفضل العروض من فريقه باريس سان جيرمان في أوروبا. وعلى الرغم من حث لاعبيه على التعامل مع المباراة السابقة ضد نيوكاسل على أنها "نهائية"، إلا أنه لم يتمكن من إلهامهم بأداء من الطراز الأول.

والآن، يتزايد الضغط على لويس إنريكي. لم يتم منح مديري باريس سان جيرمان الذين فشلوا في دوري أبطال أوروبا تاريخياً الكثير من الفسحة. واجه المديرون السابقون مثل لوران بلان، وكارلو أنشيلوتي، وأوناي إيمري، وتوماس توخيل، وماوريسيو بوتشيتينو، وكريستوف جالتييه، صعوبات وغادروا في النهاية، على الرغم من وجود فرق موهوبة تحت تصرفهم.

إذا فشل باريس سان جيرمان في التأهل يوم الأربعاء، فقد يصبح لويس إنريكي الضحية البارزة التالية لبيئة طنجرة الضغط في باريس. وهذا من شأنه أن يسلط الضوء بشكل أكبر على فكرة أن إدارة باريس سان جيرمان مهمة مستحيلة. ووفقا للتقارير، فإن لويس إنريكي لم يكن الخيار الأول لمستشار كرة القدم لويس كامبوس، لذلك قد لا تلعب المشاعر دورا كبيرا إذا سارت الأمور على ما يرام. من المؤكد أن مقعده على المقعد الإداري الساخن سيصبح غير مريح على نحو متزايد.

بالنسبة لباريس سان جيرمان، فإن الهبوط إلى الدوري الأوروبي سيكون أمرًا غير مقبول، على الرغم من مرحلة إعادة البناء المستمرة. ومن المرجح أن يؤدي القيام بذلك إلى رحيل مبابي في نهاية الموسم، إن لم يكن قبل ذلك. واللافت أن العبء سيقع أيضًا على عاتق مبابي نفسه لتقريب باريس سان جيرمان من اللقب الأوروبي الذي وعد بتحقيقه.

مقامرة مبابي تأتي بنتائج عكسية مع تعادل ريمس مع باريس سان جيرمان

أهدر باريس سان جيرمان النقاط على أرضه أمام ريمس بعد بقاء كيليان مبابي على مقاعد البدلاء في البداية.